فصل: فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة النحل: الآيات 120- 123]

{إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَباهُ وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122) ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفًا وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123)}.
{إِنَّ إِبْراهِيمَ} إن واسمها والجملة مستأنفة {كانَ أُمَّةً} كإن واسمها ضمير مستتر وأمة خبر والجملة خبر إن {قانِتًا} خبر ثان {لِلَّهِ} لفظ الجلالة مجرور باللام ومتعلقان بقانتا {حَنِيفًا} خبر ثالث لكان {وَلَمْ}.
الواو عاطفة ولم جازمة {يَكُ} مضارع ناقص مجزوم وحذفت النون للتخفيف واسم يكن محذوف والجملة معطوفة {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} متعلقان بالخبر المحذوف {شاكِرًا} خبر رابع لكان {لِأَنْعُمِهِ} متعلقان بشاكرا والهاء مضاف إليه {اجْتَباهُ} ماض فاعله مستتر والهاء مفعول به والجملة مستأنفة {وَهَداهُ} ماض ومفعوله وفاعله مستتر والجملة معطوفة {إِلى صِراطٍ} متعلقان بهداه {مُسْتَقِيمٍ} صفة {وَآتَيْناهُ} الواو عاطفة وماض وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة {فِي الدُّنْيا} متعلقان بآتيناه {حَسَنَةً} مفعول به ثان {وَإِنَّهُ} الواو حالية وإن والهاء اسمها والجملة حال {فِي الْآخِرَةِ} متعلقان بالخبر {لَمِنَ} اللام المزحلقة ومن حرف جر {الصَّالِحِينَ} مجرور بمن وهما متعلقان بالخبر المحذوف {ثُمَّ} عاطفة {أَوْحَيْنا} ماض فاعله مستتر {إِلَيْكَ} متعلقان بأوحينا {أَنِ} مصدرية {اتَّبِعْ} أمر فاعله مستتر والمصدر المؤول في محل نصب مفعول به {مِلَّةَ} مفعول به {إِبْراهِيمَ} مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف {حَنِيفًا} حال {وَما} الواو عاطفة وما نافية {كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} كإن واسمها محذوف تقديره هو ومن المشركين متعلقان بالخبر المحذوف والجملة معطوفة.

.[سورة النحل: الآيات 124- 125]

{إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (124) ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)}.
{إِنَّما} كافة مكفوفة {جُعِلَ السَّبْتُ} ماض مبني للمجهول ونائب فاعله {عَلَى الَّذِينَ} اسم موصول في محل جر متعلقان بجعل {اخْتَلَفُوا} ماض وفاعله والجملة صلة {فِيهِ} متعلقان بما قبله والجملة مستأنفة {وَإِنَّ رَبَّكَ} الواو استئنافية وإن واسمها والكاف مضاف إليه والجملة استئنافية {لَيَحْكُمُ} اللام المزحلقة ومضارع فاعله مستتر والكاف مفعول به والجملة خبر إن {بَيْنَهُمْ} ظرف مكان متعلق بيحكم والهاء مضاف إليه {يَوْمَ} ظرف زمان متعلق بيحكم {الْقِيامَةِ} مضاف إليه {فِيما} ما موصولية وهما متعلقان بيحكم {كانُوا} كإن واسمها والجملة صلة {فِيهِ} متعلقان بما بعده {يَخْتَلِفُونَ} مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر {ادْعُ} أمر فاعله مستتر والجملة مستأنفة {إِلى سَبِيلِ} متعلقان بادع {رَبِّكَ} مضاف إليه والكاف مضاف إليه {بِالْحِكْمَةِ} متعلقان بادع {وَالْمَوْعِظَةِ} معطوف على الحكمة {الْحَسَنَةِ} صفة {وَجادِلْهُمْ} الواو عاطفة وأمر فاعله مستتر والهاء مفعول به والجملة معطوفة {بِالَّتِي} اسم موصول في محل جر بالباء ومتعلقان بجادلهم {هِيَ أَحْسَنُ} مبتدأ وخبر والجملة صلة {إِنَّ رَبَّكَ} إن واسمها والكاف مضاف إليه {هُوَ أَعْلَمُ} مبتدأ وخبر والجملة خبر إن {بِمَنْ} اسم موصول في محل جر ومتعلقان بأعلم {ضَلَّ} ماض فاعله مستتر والجملة صلة {عَنْ سَبِيلِهِ} متعلقان بضل {وَهُوَ أَعْلَمُ} مبتدأ وخبر والجملة معطوفة {بِالْمُهْتَدِينَ} متعلقان بأعلم.

.[سورة النحل: الآيات 126- 128]

{وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)}.
{وَإِنْ} الواو استئنافية وإن حرف شرط جازم {عاقَبْتُمْ} ماض وفاعله وهو فعل الشرط وجملته لا محل لها {فَعاقِبُوا} الفاء رابطة للجواب وأمر مبني على حذف النون والواو فاعل والجملة في محل جزم جواب الشرط {بِمِثْلِ} متعلقان بعاقبوا {ما} موصولية في محل جر مضاف إليه {عُوقِبْتُمْ} ماض مبني للمجهول والتاء نائب الفاعل والجملة صلة {وَلَئِنْ} الواو عاطفة واللام موطئة للقسم وإن شرطية {صَبَرْتُمْ} ماض وفاعله وجملة الشرط ابتدائية {فهو} {خَيْرٌ} الفاء رابطة للجواب ومبتدأ وخبر والجملة في محل جزم جواب الشرط {لِلصَّابِرِينَ} متعلقان بخير {وَاصْبِرْ} الواو استئنافية وأمر فاعله مستتر والجملة مستأنفة {وَما} الواو حالية وما نافية {صَبْرُكَ} مبتدأ والكاف مضاف إليه {إِلَّا} أداة حصر {بِاللَّهِ} لفظ الجلالة مجرور بالباء متعلقان بالخبر المحذوف والجملة حالية {وَلا} الواو عاطفة ولا ناهية {تَحْزَنْ} مضارع مجزوم فاعله مستتر {عَلَيْهِمْ} متعلقان بتحزن والجملة معطوفة {وَلا} الواو عاطفة {تَكُ} مضارع ناقص مجزوم بلا وحذفت النون للتخفيف واسمها محذوف {فِي ضَيْقٍ} متعلقان بالخبر المحذوف {مِمَّا} ما موصولية ومتعلقان بمحذوف صفة لضيق {يَمْكُرُونَ} مضارع مرفوع والواو فاعل والجملة صلة {إِنَّ اللَّهَ} إن ولفظ الجلالة اسمها والجملة تعليلية لا محل لها {مَعَ} ظرف مكان متعلق بخبر إن المحذوف {الَّذِينَ} مضاف إليه {اتَّقَوْا} الجملة صلة {وَالَّذِينَ} الواو عاطفة والذين اسم موصول معطوف على الذين وهي في محل جر مثلها {هُمْ مُحْسِنُونَ} مبتدأ وخبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. اهـ.

.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الزيلعي:
سُورَة النحل:
ذكر فِيهَا سَبْعَة عشر حَدِيثا:
671- الحَدِيث الأول:
رَوَى أَن أبي بن خلف جَاء بِعظم رَمِيم إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا مُحَمَّد أَتَرَى أَن الله يحيي هَذَا بَعْدَمَا قد رمت ذكره المُصَنّف فِي سُورَة يس أتم من هَذَا وَسَيَأْتِي هُنَاكَ إِن شَاء الله تَعَالَى.
672- الحَدِيث الثَّانِي:
فِي حَدِيث عِكْرِمَة: «لَا تَأْكُلُوا ثمن الشّجر فَإِنَّهُ سحت يَعْنِي الْكلأ» قلت غَرِيب.
وَبِمَعْنَاهُ مَا رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه عَن وهب بن مُنَبّه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقوا السُّحت قَالُوا وَمَا السُّحت يَا رَسُول الله قَالَ: بيع الشّجر وَثمن الْخمر وَإِجَارَة الْأمة الْمُسَاحَقَة» انْتَهَى.
وَذكره عبد الْحق فِي أَحْكَامه فِي الْبيُوع من جِهَة عبد الرَّزَّاق وَقَالَ هَذَا مُرْسل وَحَدِيث عِكْرِمَة أخرجه أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب الْأَمْوَال مَوْقُوفا عَلَيْهِ أخرجه عَن معمر بن رَاشد عَن عَمْرو عَن عِكْرِمَة أَنه قَالَ لَا تَأْكُلُوا من ثمن الشّجر فَإِنَّهُ سحت يَعْنِي الْكلأ وَنَحْوه انْتَهَى.
673- قَوْله عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رجلا يَقُول إِن الظَّالِم لَا يضر إِلَّا نَفسه فَقَالَ بلَى وَالله حَتَّى إِن الْحُبَارَى لتَمُوت فِي وَكرها بظُلْم الظَّالِم، وعَن ابْن مَسْعُود كَاد الْجعل يهْلك فِي وَكره بذنب ابْن آدم قلت: الأول رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع وَالْأَرْبَعِينَ من حَدِيث أبي حَاتِم الرَّازِيّ أَنا نعيم بن حَمَّاد أَنا إِسْمَاعِيل بن حَكِيم الْخُزَاعِيّ عَن عَمْرو بن جَابر الْحَنَفِيّ عَن يَحْيَى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة قَالَ سمع أَبُو هُرَيْرَة رجلا يَقُول.. إلى آخره.
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن حَكِيم الْخُزَاعِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن جَابر الْحَنَفِيّ عَن يَحْيَى بن أبي كثير بِهِ.
الثَّانِي رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث أبي الْأَحْوَص قَالَ قَرَأَابْن مَسْعُود: {وَلَو يُؤَاخذ الله النَّاس} الْآيَة قَالَ كَاد الْجعل يعذب فِي جُحْره بذنب ابْن آدم انْتَهَى.
وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْأَيْمَان وَسَيَأْتِي فِي فاطر.
674- الحَدِيث الثَّالِث:
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْخمر حرَام بِعَينهَا وَالسكر من كل شراب».
قلت رَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن الْفُرَات الْكُوفِي عَن أبي إِسْحَاق السبيعِي عَن الْحَارِث عَن عَلّي أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «حرمت الْخمر بِعَينهَا وَالسكر من كل شراب» مُخْتَصر وَفِيه قصَّة وَأعله بِمُحَمد بن الْفُرَات، وقَالَ لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَنقل عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ فِيهِ مُنكر الحَدِيث وَعَن ابْن معِين أَنه قَالَ لَيْسَ بِشَيْء وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ مَوْقُوفا عَلَى ابْن عَبَّاس وَفِيه كَلَام طَوِيل مُسْتَوفى فِي أَحَادِيث الْهِدَايَة.
675- الحَدِيث الرَّابِع:
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن رجلا جَاء إِلَيْهِ فَقَالَ إِن أخي يشتكي بَطْنه فَقَالَ: «اسْقِهِ الْعَسَل» فَذهب ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ قد سقيته فَمَا نفع.. الحديث. قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا فِي كتاب الطِّبّ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ جَاء رجل فَقَالَ إِن أخي اسْتطْلقَ بَطْنه فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْقِهِ عسلا فَسَقَاهُ ثمَّ جَاءهُ فَقَالَ إِنِّي سقيته عسلا فَلم يزده إِلَّا اسْتِطْلَاقًا فَقَالَ لَهُ ذَلِك ثَلَاث مَرَّات ثمَّ جَاء الرَّابِعَة فَقَالَ: اسْقِهِ عسلا فَسَقَاهُ فبرئ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صدق الله وَكذب بطن أَخِيك» انْتَهَى.
وَوهم الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فَرَوَاهُ فِي الطِّبّ كَذَلِك وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ.
676- قَوْله عَن ابْن مَسْعُود قَالَ الْعَسَل شِفَاء من كل دَاء وَالْقُرْآن شِفَاء لما فِي الصُّدُور فَعَلَيْكُم بِالشِّفَاءيْنِ الْعَسَل وَالْقُرْآن قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي فَضَائِل الْقُرْآن حَدثنَا وَكِيع عَن مسعر عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله قَالَ الْعَسَل شِفَاء من كل دَاء وَالْقُرْآن شِفَاء لما فِي الصُّدُور انْتَهَى، وحدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن خَيْثَمَة عَن الْأسود عَن عبد الله قَالَ عَلَيْكُم بِالشِّفَاءيْنِ الْقُرْآن وَالْعَسَل انْتَهَى.
وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَ ة رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره كَذَلِك مفرقا وَقد رُوِيَ بعضه مَرْفُوعا رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الطِّبّ من حَدِيث زيد بن الْحباب عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي إِسْحَاق عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُم بِالشِّفَاءيْنِ الْعَسَل وَالْقُرْآن» انْتَهَى.
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الطِّبّ من طَرِيق ابْن خُزَيْمَة حَدثنَا عَلّي بن سَلمَة حَدثنَا زيد بن الْحباب بِهِ وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ قَالَ وَقد وَقفه وَكِيع عَن سُفْيَان ثمَّ أخرجه من طَرِيق ابْن أبي شيبَة كَذَلِك انْتَهَى.
قلت قد رَوَاهُ سُفْيَان بن وَكِيع عَن وَكِيع فرفعه أَيْضا رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل كَذَلِك عَن سُفْيَان بن وَكِيع عَن أَبِيه وَكِيع عَن الثَّوْريّ عَن أبي إِسْحَاق عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُم بِالشِّفَاءيْنِ الْعَسَل شِفَاء من كل دَاء وَالْقُرْآن شِفَاء لما فِي الصُّدُور» انْتَهَى.
ثمَّ قَالَ وَهَذَا رُوِيَ عَن الثَّوْريّ مَرْفُوعا من رِوَايَة زيد بن الْحباب عَنهُ وَأما عَن وَكِيع فَلم يرفعهُ عَنهُ إِلَّا ابْنه سُفْيَان وَهُوَ فِي الأَصْل مَوْقُوف انْتَهَى، وقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله الصَّحِيح أَنه مَوْقُوف انْتَهَى.
677- الحَدِيث الْخَامِس:
عَن أبي ذَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه سمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «إِنَّمَا هم إخْوَانكُمْ فاكسوهم مِمَّا تلبسُونَ وَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تطْعمُونَ فَمَا رئي عَبده بعد ذَلِك إِلَّا وَرِدَاؤهُ رِدَاؤهُ وَإِزَاره إزَاره من غير تفَاوت».
قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ فَالْبُخَارِي فِي الْعتْق وَمُسلم فِي الْإِيمَان وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة فِي الْأَدَب وَالتِّرْمِذِيّ فِي الْبر والصلة كلهم من حَدِيث الْمَعْرُور بن سُوَيْد قَالَ رَأَيْت أَبَا ذَر وَعَلِيهِ حلَّة وَعَلَى غُلَامه مثلهَا فَسَأَلته عَن ذَلِك فَذكر أَنه سَاب رجلا عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَيَّرَهُ بِأُمِّهِ فَأَتَى الرجل النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذكر ذَلِك لَهُ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّك امْرُؤ فِيك جَاهِلِيَّة» قلت عَلَى سَاعَتِي هَذِه من كبر السن قَالَ «نعم هم إخْوَانكُمْ جعلهم الله تَحت أَيْدِيكُم فَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تلبسُونَ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبهُمْ فَإِن كلفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ» انْتَهَى، وقَوله فَمَا رئي عَبده بعد ذَلِك إِلَّا وَرِدَاؤهُ رِدَاؤهُ لَيْسَ فِي الحَدِيث وَإِنَّمَا هُوَ من كَلَام المُصَنّف.